حبة حروف

مصطفى رشاد يكتب.. «الغاية أم الوسيلة» ؟  

مصطفى رشاد
مصطفى رشاد


هل الغاية تبرر الوسيلة حتى وإن كان الهدف أسمى !!!؟
سؤال يحتاج الكثير والكثير من الوقت والصدق كي نجد إجابة ، من أشجع وأصدق الامتحانات في الحياة إجابة هذا السؤال المزعج للكثير ، الإنسان عادة لا يكتفي من شيء ويطمح دائماً للمزيد وهناك أمال وأحلام وأهداف يتصارع عليها ويقاتل من أجلها ، وما وجدت الحروب والصراعات إلا لذلك واستعمرت بلاد وهدمت بيوت وصوامع ويُتّم أطفال وترملت نساء من أجل ذلك ، والحقيقة المفجعة بداخلنا جميعاً ونعرفها ولكن ! نخفيها ونشوهها حتى لا ننصدم بما صنعنا وتركنا خلفنا من خسائر و دمار
وبدون فلسفة والعزف على استدراك مشاعر القارئ وتوجيهُ الى ما أريد ...حتى ذلك " ينطبق عليه عنوان المقال 
" الإنسان يواجه الامتحان " 
نعم عندما نريد شيء ونراه من حقنا ونحن نستحقه دون غيرنا وتتملكنا تلك الغريزة فنخطط وندبر وربما نبرم صفقات في الظل وخلف الظهور ونتصافح فكيف كل ما سبق يؤدينا الى هدف أسمى ! حتى إن وقع علينا ظلم .
وللإيضاح ذلك المثال " كان لرجل فقير بضع دجاج يضعون له البيض كل ليله لكن لم يضع الدجاج البيض لإيام، وعندما راقب حظيرته وجد جاره يسرق البيض وعندما واجهه أنكر وقال أُطعمها !! فذهب يشكي لرئيس القرية لكن لم يفعل له شيء لوجود صلة قرابه بينه وبين السارق " ابن عمه " 
فماذا يفعل ذلك الرجل المسكين ؟
فاقترح عليه أحدا فكره وهى أن يربط خيطاً احمرا حول أرجل الدجاج ثم يأخذ واحدة منهم ليلاً ويضعها في حظيرة جاره السارق وفي الصباح أأتي بأهل القرية وقل لهم لم يكتفي من سرقة البيض بل سرق الدجاجة وإن أنكر فقل لهم انك وضعت في ارجل الدجاج خيط احمر ولن يستطيع دفع الجريمة عنه فأصبح بالجرم مشهود ..
الهدف " الغاية " كان أخذ الحق المسلوب ، الوسيلة إلفاق تهمة لبريء " اللص" ما رأيك عزيزي القارئ !!
كذلك أحدهم يستحق تلك الوظيفة يمتلك المهارات ولكن الوساطة والمحاباة حالت دونه وآلت لغيره ولا يستحقها والجميع يعلم ... ماذا يفعل ؟ ، أو أن أحدهم صادق لا ينافق ولا يناور ولأجل ذلك يبعد عن المشهد ويهمش حتى يختفي .. هل يتغير للحصول على حقه المعترف به من الجميع ؟
معقدة ؟ محيرة ؟ وتختلف الظروف والحقوق والوسائل لكل غاية نريدها وننافق ونتلون اختبار دقيق وصعب ،
وظيفة ترقية صفقة منصب زواج وغيرها ...فما كانت وسائلنا لبلوغ ما نبغيه وهل مازلت ذلك الإنسان أم غيرك الامتحان ....؟
من أجل ذلك خلقنا الله ونمتحن كثيرا حتى يفوز من يفوز وعندما نخطأ نتوب ونتعلم وننصح غيرنا حتى لا يتعثروا ولا يسقطوا في الأهواء .. وليعلم كل صاحب حق أن له رب يراه ويشعر به وسينصره وليخاف كل من سلك الدروب المظلمة واتبع هواه أذا لم يرجع ويتوب فهناك العدل المطلق الله سبحانه
اللهمّ إنّ الظالم مهما كان سلطانه لا يمتنع منك فسبحانك أنت مدركه أينما سلك، وقادر عليه أينما لجأ، فمعاذ المظلوم بك، وتوكّل المقهور عليك، اللهم إنى استغيث بك بعدما خذلني كل مغيث من البشر
وهكذا اتفقنا على أن الإجابة بداخلنا تحتاج لشجاعة لنعلنها .